نبذة تاريخية عن قرية مني

نشر في 2021-08-06     المشاهدة: 1324

 

تقع قرية منى ( السنابس الشرقية ) اليوم على الساحل الشمالي لجزيرة البحرين الأم إلى الغرب من عاصمة المنامة ويرجع تسميتها بهذا الأسم وعلى حسب روايات مشايخ القرية إلى أن ( منى ) تعني منى النفس أي أن ما يحيط القرية بالبساتين وخضرة و على جنبيها , حقق لأهاليها أمانيهم وشرح لهم صدورهم. وقد حورت الكلمة بعد ذلك إلى مني (بفتح الميم) , ورواية أخرى ترى أن منى إنما تعود إلى أول من سكن هذه القرية ويقال أنه أرمني ولعله من أرمينيا المعروفة اليوم , وتداولها على الألسنة بأخذ بالنصف الثاني من الكلمة و استغنى عن أولها.

إلا أن القرية في الوقت الحالي وحسب التنظيم الجديد للعناوين أصبحت جزء من القرية الكبرى السنابس ، ولكونها تقع في الشرق من هذه القرية صارت تعرف بالسنابس الشرقية وتتبع إداريا بمحافظة العاصمة.

كانت القرية في الماضي البعيد محدودة المساكن وكان البحر يلامس منازلها مباشرة من الجهة الشمالية , مما وجه أهاليها إلى العمل بالصيد ، ومحاذات المزارع للقرية من جهاتها الأخرى ربط البعض منهم بحرفة الزراعة , إلا أن تفجر الثروة النفطية في البلاد وما صاحبها من تغير واسع في مختلف مناحي الحياة ومن ضمنها تنوع الأعمال انعكس هذا إيضا على سكان القرية ووجههم إلى الانخراط في مختلف الأعمال سعيا لتحسين الأوضاع المعيشية , وخاصة الأعمال الخدماتية.

أضف إلى ذلك التوجه الذي اختطته الحكومة و المتمثل في ردم مساحات واسعة من البحر لزيادة الرقعة العمرانية جعل الأهالي يهجرون حرفة الصيد ، كما أن نضوب المياه الجوفية أثر على مد المزارع بالمياه مما حول الكثير منها إلى مجرد جذوع خاوية.

يسكن القرية أكثر من 2000 نسمة وإذا ما ضم إليها الامتداد السكني في الشمال فإن السكان سيتضاعف وكذا المساحة الجغرافية , ومن العوائل المشهورة في القرية ( درويش – الحيلة – التيتون – الحمّار – المحرقي وعائلة خضير ) , وما يميز أهل القرية شدة الترابط والتزامهم فيما بينهم , ويبرز هذا بشكل جلي في الأفراح و الأحزان و المناسبات الدينية و الأجتماعية .

معالم القرية تكاد تكون محدودة و تقتصر على المآتم و المساجد , حيث تضم القرية مأتمين أحدهم للرجال و الآخر للنساء ويعرفان باسم القرية اليوم ( السنابس الشرقية ) , أما مساجدها فهي أربعة مساجد تحمل أسماء شخصيات صالحة ، وهذه المساجد هي مسجد الشيخ راشد وهو أكبرها ويشهد صلاة الجماعة طوال اليوم ، ومسجد عبد الصالح, ومسجد الشيخ علي أبو علي الذي أعيد تشيده منذو قرابة 10 سنوات ومسجد أبو حلاّوة وهو في مدخل القرية الجنوبي ويجري العمل اليوم على إعادة تأهيله بعد أن تم هدمه.

مأتم القرية الرئيسي للرجال لا يعرف تاريخ تأسيسه ، وما يرويه المشايخ و كبار السن في القرية حوله أنهم رأوه قائما وهو على شكل مربع و أبوابه إلى جهة الشرق ، وبه سور خارجي من الشرق بارتفاع متر تقريبا.

سنة 1377هـ هدم واعيد بناؤه , غير أن الهيكل قد تغير وصار اتجاهه إلى الشمال , وفي سنة 1400 هـ هدم مرة ثانية و أعيد بناؤه أيضا ولكن تغير هيكله على الحالة التي عليها الآن.

وفي سنة 1416 هـ جرت عليه بعض الأصلاحات , حيث تصدعت فيه بعض الجدران والأسقف غير أن الشكل لم يتيغير وبقى على حالته التي عليها لآن ، ويمارس اليوم في المأتم أنشطة متعددة بالإضافة إلى الخطابة وإحياء ذكرى مواليد أهل البيت وأفراحهم , و تعلم فيه الصلاة للناشئة , ويشهد عقود الزواج , و المحاضرات الدينية و الإجتماعية و الثقافية , ودروس الفقه و الأخلاق و السيرة , وللعلم فإن المأتم احتضن مرة واحدة لجنة انتخابات المجلي الوطني في البحرين خلال سبعينيات القرن الماضي .

أما المزارع التي تحيط القرية وتشكل لها سياجا أخضرا فأشهرها ( المقسم – الجابرية – أبو حلاّوة – السكينية – شنوسان – البجوية – أم الخير) ويقال أن هناك عينا طبيعية تعرف بعين المخرّجة و هناك دالية واحدة تتوسط القرية.

من المشكلات التي يعاني منها سكان القرية اليوم ضيق المساحة الجغرافية وعدم وفرة القسائم العقارية المجاورة للقرية ، مما عجل بالكثير من أهل القرية إلى النزوح عنها إلى مناطق آخري

، كما شكل تشييد المجمعات التجارية الكبرى إلى الشمال من القرية مشكلة تمثلت في الاختناقات المروروية و كثرة الحوادث , أضف إلى ذلك أنه أحدث تأثيرا على سلوكيات وطبائع الناس ترتب عليه بعض الإنحرافات الغير حميدة , كما أن الزحف الفندقي برز على الجاب الآخر ليضيف طامة كبرى على الأهالي , تأمل أن يوأد ولا يصل إلى مبتغاه , ومن المشكلات الأخرى الردم البحري أدى إلى فصل القرية عن البحر لمسافات طويلة إلى الشمال أقيم بينهما شارع سريع يشكل عبور البحارة له خطورة على حياتهم ، كما أن البطالة التي يعاني منها بعض الشباب في القرية تشكل عبء وهم كبيرين .

من أشهر خطباء المنبر الحسيني الذين شهدتهم القرية ( ملا أحمد علي – السيد محمد صالح السيد عدنان الموسوي – الشيخ الكاشي – الشيخ أحمد مال الله – ملا محمد صالح عطية – الشيخ عقيل الدرازي – الشيخ أحمد بن خلف العصفور – السيد جابر العراقي – السيد مهدي السويحي العراقي – السيد مهدي الشيرازي ) .



    شــارك بــرأيــك

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. جميع الحقول إلزامية *